منتدى الجوادين (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزائر العزيز لقد انتقل المنتدى الى الرابط التالي
www.aljwaden.com

ننتظر زيارتكم واهلا بكم

ادارة المنتدى
منتدى الجوادين (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزائر العزيز لقد انتقل المنتدى الى الرابط التالي
www.aljwaden.com

ننتظر زيارتكم واهلا بكم

ادارة المنتدى
منتدى الجوادين (ع)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الجوادين (ع)

ديني,علمي,اجتماعي,ترفيهي
 
الرئيسيةالرئيسية  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  أحدث الصورأحدث الصور  

اهلا بكم في موقعنا الجديد لمنتدى الجوادين( ع )على الرابط  http://aljwaden.com

المواضيع الأخيرة
» أ شهر كتب التفسير للقرآن الكريم
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الأحد 21 فبراير 2010 - 14:00 من طرف reme

» حديث اليوم
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الخميس 18 فبراير 2010 - 11:42 من طرف د.ثناء

» أم البنين - ما تخيب دعاك حملة المليون صلاة على محمد وأل محمد
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الأحد 14 فبراير 2010 - 20:37 من طرف د.ثناء

» زيارة آل ياسين
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الجمعة 12 فبراير 2010 - 17:20 من طرف زاد الخير

» دعاء الإمام السجاد (ع)عند ختم القرآن
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الجمعة 12 فبراير 2010 - 17:09 من طرف زاد الخير

» فلا اقسم بالشفق
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الجمعة 12 فبراير 2010 - 16:46 من طرف زاد الخير

» احكام الترتيل - حكم اللامات السواكن
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الجمعة 12 فبراير 2010 - 16:40 من طرف زاد الخير

» القاسم بن الإمام الكاظم ( عليه السلام )
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الجمعة 12 فبراير 2010 - 16:20 من طرف زاد الخير

» قرآن يتلى 24ساعة
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الجمعة 12 فبراير 2010 - 1:37 من طرف reme

» شهرين متتابعين
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الخميس 11 فبراير 2010 - 14:08 من طرف د.ثناء

» من مواعظ الإمام الصادق ( عليه السلام )
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الخميس 11 فبراير 2010 - 7:17 من طرف زاد الخير

» جميل الذكر
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الثلاثاء 9 فبراير 2010 - 19:56 من طرف د.ثناء

» حلم مزعج - اقرأ
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الثلاثاء 9 فبراير 2010 - 19:55 من طرف سموالحسن3

» سورة الفاتحة
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الثلاثاء 9 فبراير 2010 - 19:36 من طرف د.ثناء

» اية الكرسي
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الثلاثاء 9 فبراير 2010 - 19:31 من طرف د.ثناء

» لقضاء الحوائج
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الثلاثاء 9 فبراير 2010 - 18:35 من طرف reme

» كيف نخرج من جاذبية الهوى المعبود ENG and ARABIC
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الثلاثاء 9 فبراير 2010 - 0:44 من طرف بنت الزهراء(ع)

» متى نصر الله
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الإثنين 8 فبراير 2010 - 7:10 من طرف زاد الخير

» رسالة إلى قلبي ...
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الأحد 7 فبراير 2010 - 23:33 من طرف آخر العنقود سكر معقود

» عبارات بسم الله الرحمن الرحيم مزخرفة
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الأحد 7 فبراير 2010 - 23:01 من طرف آخر العنقود سكر معقود

» ثواب قراءة القران
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الأحد 7 فبراير 2010 - 17:16 من طرف د.ثناء

» فضل سورة يس
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الجمعة 5 فبراير 2010 - 3:13 من طرف سموالحسن3

» مشهد المشرّفة
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الثلاثاء 2 فبراير 2010 - 12:18 من طرف سموالحسن3

» فضل سورة الاحزاب
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الثلاثاء 2 فبراير 2010 - 12:01 من طرف سموالحسن3

» زيارة عاشوراء
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الثلاثاء 2 فبراير 2010 - 11:45 من طرف سموالحسن3

» فضل سورة السجدة
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الثلاثاء 2 فبراير 2010 - 8:11 من طرف بنت الزهراء(ع)

» هل رأيت الجنة ؟؟
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الأحد 31 يناير 2010 - 17:24 من طرف سموالحسن3

» سورة لقمان
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الأحد 31 يناير 2010 - 16:44 من طرف سموالحسن3

» التجويد المصور
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الجمعة 29 يناير 2010 - 21:22 من طرف زاد الخير

» سورة القصص
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الخميس 28 يناير 2010 - 11:27 من طرف سموالحسن3

» الإيمان بالملائكة
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الخميس 28 يناير 2010 - 1:36 من طرف رملة

» مواعظ للإمام العسكري عليه السلام
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الأربعاء 27 يناير 2010 - 22:32 من طرف زاد الخير

» هل تعلم أن الإمام المهدي...
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الإثنين 25 يناير 2010 - 23:00 من طرف سموالحسن3

» فضل تراب زوار الحسين ع
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الإثنين 25 يناير 2010 - 2:40 من طرف سموالحسن3

» سورة الفرقان
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الإثنين 25 يناير 2010 - 2:24 من طرف سموالحسن3

» أسماء الله تعالى مع التفسيرا
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الأحد 24 يناير 2010 - 22:27 من طرف زاد الخير

» من أحكام التلاوة
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الأحد 24 يناير 2010 - 22:12 من طرف زاد الخير

» {{ نظرات في آيات }} .
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الأحد 24 يناير 2010 - 22:03 من طرف زاد الخير

» لماذا ندعوا الله فلايستجيب لنا ياأمير المؤمنين
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1الأحد 24 يناير 2010 - 19:53 من طرف Ali

» الإمام الحسن بن علي المجتبى (ع)
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1السبت 23 يناير 2010 - 10:16 من طرف reme

يمنع النسخ هنا

 

 كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت الزهراء(ع)
مشرف
مشرف
بنت الزهراء(ع)



كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Empty
مُساهمةموضوع: كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة   كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة Icon_minitime1السبت 19 ديسمبر 2009 - 20:16

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]

كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة

لا خلاف من الناحية التاريخية في أن الإمام الحسين(ع) قد سار إلى كربلاء واستشهد في العاشر من المحرم سنة61هـ، وأنه شخصية إسلامية جامعة، وبالرغم من ذلك نجد أن الواقع يحفل بتفسيرات عديدة ومختلفة حول حركته أدت إلى وجود حالة من التشظي والانقسام على صعيد الممارسة ، ما يطرح التساؤل حول البواعث الحقيقية لهذا التحرك، ويرسم في المخيلة تصورات مختلفة تحاول معالجة ما أمكن منها، والوقوف عند أهم محطاتها، من قبيل: هل أن ذلك يعود إلى صعوبة كشف ملامح ومزايا السلطة الحاكمة وممارساتها، أم إلى صعوبة فهم خطاب الحسين(ع) وخطوات تحركه، ودور العناصر الشخصية والقبلية، وما يستتبع ذلك من عدم الإمعان في النظر بدوافع الثورة ومحفزاتها البعيدة والمباشرة وما إلى ذلك؟ و في هذا السياق نحاول أن نرسم صورة متواضعة للعوامل المساهمة في حركة الإمام الحسين(ع) والوقوف عند أهم محطاتها...
عقبات في طريق البيعة
لعل المعضلة الأقوى التي واجهت معاوية بن أبي سفيان كانت تسمية ابنه يزيد ولياً للعهد سعياً منه لتطبيق مقولة أبي سفيان الداعية للاستيلاء على السلطة، "يا بني أمية تداولوها بينكم تداول الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أنتظرها لكم ولتصيرن إلى أبنائكم وراثة"، ولكن هذا الهدف كانت تعترضه عقبات كثيرة، لعلّ أبرزها شخصية يزيد نفسه التي كانت تشكل استفزازاً لمشاعر المسلمين وخروجاً على قيم وتعاليم الإسلام وذلك لما اشتهر عنه من ميل لحياة اللهو واللعب، والنساء، واستهتاره وشربه للخمر واتصاله ببطانة السوء على حد تعبير الطبري.
كان معاوية يعي صعوبة طرح هذه القضية على المسلمين لما ينطوي عليها من خروج عن المبادئ الأساسية التي حكمت المرحلة التي سبقت توليه السلطة، وتحويل الخلافة إلى "هرقلية"، وهذا شأن لا قبل للمسلمين به، ولكن بعض المتنفذين في السلطة الأموية وبدافع من المصلحة الشخصية وهو المغيرة بن شعبة قد زين له السعي بولاية العهد ليزيد، وذلك في خطوة منه لاستمالة معاوية بعد جفوة حصلت بينهما، وبالرغم من عملية التزيين هذه، ومحاولة القفز فوق المشكلات فإنه كانت تحول دون ذلك معوقات، خاصة من جانب المعارضة في كل من الكوفة والمدينة، حيث كانت الأولى تشكل مركز التشيع والثورة وناقمة على ما آلت إليه الأوضاع جراء الممارسات القاسية من قبل السلطة الأموية، أما الثانية فكانت تحمل رصيداً معنوياً من الناحيتين الدينية والتاريخية، فهي كانت تحتل مكانة سامية في نفوس المسلمين تجسد من قبل في حركة النبي(ص)، وموطن كبار الصحابة من أهل الحل والعقد وأبناء المهاجرين والأنصار وبعد تأمل وتفكر طويلين، حاول معاوية أخذ البيعة ليزيد من المدينة مراراَ بهدف اختصار الطريق لأنه إذا ما حقق هدفه فإن الشام لا حرج ولا مشكلة فيها، بل ستقاتل من أجل بيعته، وتبقى الكوفة، فإذا ما عارضت فإنها ستصبح مكشوفة، لأن قيادتها تكون قد سلمت بالأمر.
سمات شخصية يزيد ومحاولات البيعة
ولكن معاوية فشل في تحقيق ما كان يصبو إليه بالرغم من عمليات التجميل التي كان يقوم بها، والتي لم يكن آخرها محاولة مروان بن الحكم ـ بعد أن أخفق زياد بن أبيه في المحاولة الأولى ـ في مطارحته لكبار الصحابة في المدينة حيث حاول أن يسم فيها يزيد بالشخصية التي تجمع روح الإلفة بين المسلمين، والتي يريد معاوية من خلالها الحفاظ على مصالح الأمة، وقد تجلى ذلك بقوله:"رأى أن يختار لكم ولي عهد يجمع الله به الإلفة، ويحقن به الدماء، وأراد أن يكون ذلك عن مشورة فيكم وتراضٍ…".
وهذا ما يتناقض في الواقع مع شخصية يزيد، والأهداف التي رسمها الإسلام بشأن الخلافة، ولذلك فإن خدعته هذه لم تنطل على كبار الصحابة، حيث دحض عبد الرحمن بن أبي بكر مزاعم مروان، وكشف عن نوايا معاوية، بقوله: "كذبت وكذب من أمرك بهذا والله ما يزيد بمختار ولا رضىّ، ولكن تريدون أن تجعلوها هرقلية، ويزيد هو يزيد القرود، ويزيد الفجور، ويزيد الخمور…".
فشل مروان بهذه المهمة، وهو الذي كان يريد الخلافة لنفسه، إنما يعبر عن أزمة حقيقية في تولي يزيد ولاية العهد، وكشف بالتالي عن رغبة دفينة للتحكم في ناصية الحكم، لم يكن معاوية بعيداَ عن العمل من أجل الوصول إليها، ولذلك رأى أن يذهب بنفسه إلى المدينة لتوفير الأجواء الملائمة للقبول بفكرته، خاصة وأنها كانت تلقى معارضة فورية من جانب كبار الصحابة وقادة المسلمين ولا سيما الحسين(ع)، فرأى أن يتفادى هذا الاعتراض والاقتناع من الحسين(ع) بالسكوت أو بالبيعة الصورية، لعله بذلك يصل إلى مبتغاه، ولكن الحسين(ع) لم يستجب لرغبة معاوية، ورد على ادعاءاته التي حسّن فيها صورة يزيد ووهن ما ذهب إليه، بقوله: "فهمت ما ذكرت عن يزيد من اكتماله وسياسته لأمة محمد، تريد أن توهم الناس في يزيد كأنك تصف محجوباً، أو تنعت غائباً أو تخبر عمّا كان مما احتويته بعلم خاص وقد دل يزيد على موضع رأيه، فخذ من يزيد به من استفزازه الكلاب الهارشة عند التهارش، والحمام السبّق لأترابهن، والقينات ذوات المعازف وضروب الملاهي تجده ناصراً ودع ما تحاول…".
لاقت هذه المحاولة الفشل كسابقاتها، عندها رأى معاوية أن يذهب إلى مكة ويأخذ البيعة ليزيد عن طريق القوة، وبذل الأموال للأشراف، وأمر صاحب حرسه أن يقيم على رأس كل رجل من الأشراف رجلاً بالسيف، وأمرهم أن يضربوا عنق كل من يتخلف عن البيعة، وقد خاطب الناس بقوله: "إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم، ولا يقض أمر من غير مشورتهم، وقد بايعوا يزيد فبايعوا باسم الله". وبهذه الصورة المخادعة أخذ البيعة ليزيد، بولاية العهد، ما جعل الوفود تقصده لتأكيد البيعة.
ولكن هذا الأمر لم يطل حتى توفي معاوية، فخلفه يزيد في الحكم، وأصبح يحمل وسام إمرة المؤمنين، وهو الذي نفى الأسس التي ارتكز عليها هذا الموقع الهام (الوحي) عندما قال:
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
وكانت الخطوة الأولى التي فكر يزيد بالقيام بها عند استلامه الحكم أن يعمل على إرغام المعارضين لفكرة أبيه على البيعة له طوعاً أو كرهاً، فكتب لعامله على المدينة الوليد بن عتبة ليأخذ له البيعة بالقوة، وخاصة من الإمام الحسين(ع)، وحار الوليد في الأسلوب الذي يتبعه تجاه قضية من هذه النوع، وهو الذي يعرف مكانة الإمام الحسين(ع) في نفوس المسلمين، وما يمثله من منهج رسالي، وكان يدرك ما يمكن أن تؤول إليه عاقبة استخدام القوة، الأمر الذي دفعه إلى اعتماد أسلوب الملاينة بعكس ما كان يراه مروان من الحكم، ولكن الحسين(ع) كعادته رفض أن يبايع يزيد منطلقاً بذلك من ثوابته الرسالية وقال للوليد: "أيها الأمير إنّا بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد رجل فاسق شارب الخمر، وقاتل النفس المحرمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون أيّنا أحق بالبيعة والخلافة".
أهداف خروج الحسين (ع)
وفي هذا السياق نلفت أنه ربما قد التبس على البعض الهدف من خروج الحسين(ع) على يزيد، فاعتبر أنه خرج على إمام زمانه، أو أنه أراد أن يبث الفتن والفرقة في صفوف المسلمين، أو أنه ذهب مأموراً حيث يتحرك وفق أوامر واضحة، أو ما إلى ذلك، ولكن الحسين(ع) خط أهداف تحركه، وأعلن عن منهاج نهضته، ودوافعها، ليدحض بذلك كل التفسيرات والإدعاءات التي تخرج نهضته عن أهدافها، وأطلقها صرخة ترددت أصداؤها عبر الأثير، ولم تنحصر في المدينة أو مكة، بل امتدت إلى كل مكان تضج به الناس، وحلقت في أجواء الزمان ولا تزال، وهذا ما تجلى بقوله: "إني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً أو ظالماً، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم الظالمين وهو خير الحاكمين".
ولما رأى(ع) أن المقام بالمدينة بات يشكل خطراً على حركته غادرها في العشر الأواخر من شهر رجب، فأثارت هجرته موجة سخط عارمة على الدولة الأموية، ولكنه استفاد من هذه الهجرة والتقى بعدد لا يستهان به من وجهاء الناس حيث شرح لهم أهداف تحركه، ما أثار نقمة السلطة الأموية التي توجست خيفة من وجوده في مكة، الأمر الذي جعل يزيد يتخذ قراراً باغتياله ولو كان معلقاً بأستار الكعبة.
إصرار على المضي إلى الكوفة
أدرك الحسين(ع) خطورة الموقف، فقرر الخروج من مكة يوم التروية، ليتلافى ما يمكن أن يحصل من انتهاك لحرمة الحرم وقدسيته كما صرّح(ع) بذلك لمن كان يحاول إقناعه بالتريث وترك الاستعجال في السفر:"لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي بأن تستحل بي حرمة مكة". وذلك استجابة لأهل الكوفة، حيث كانت قد تواردت عليه كتبهم التي تدعوه للقدوم إليهم، ولكنه قبل الذهاب إلى الكوفة، أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل ليكشف عن واقع الحال فيها والتي ما أن وصل إليها حتى التف الناس من حوله، في ظل حالة من التجاهل لما يجري كان النعمان بن بشير قد أبداها والتي اختلفت التفسيرات حولها، ما جعل السلطة الأموية تعيش حالة من الإرباك والفوضى، وشعرت إن الخطر يتهددها، فانتدب يزيد ابن زياد لمعالجة هذا الواقع المستجد.
انطلق ابن زياد من البصرة إلى الكوفة وهي تموج بالفوضى والاضطرابات، ، وما إن دخلها حتى تغيرت أوضاعها وانقلبت فيها الموازين، ما فاجأ مسلم الذي انتقلت دعوته من حالة العلن إلى التكتم، وخصوصاً بعد أن اعتقل أهم زعماء الشيعة، وتوارى عن الأنظار معظم الذين كتبوا للإمام الحسين(ع) ويدعونه للقدوم إليهم.
في هذه الأثناء كان الحسين(ع) يعد العدة للخروج إلى العراق، وحاول بعض الصحابة صرفه عن الاستجابة لأهل الكوفة، فأشار عليه ابن عباس بالشخوص إلى اليمن لمحاربة يزيد، ودعاه محمد بن الحنفية وعبد الله بن الزبير إلى البقاء في مكة وعرض عليه عبد الله بن عمر ترك الجهاد والدخول في بيعة يزيد بن معاوية، ولكن الحسين(ع) واجه كل هذه الدعوات بالرفض، ونعرض بعض نماذج رفضه، ما قاله لعبد الله بن عمر: "يا أبا عبد الرحمن أما علمت أن من هوان الدنيا على الله، أن رأس يحيى بن زكريا، أهدي إلى بغي من بغايا إسرائيل".
كان الحسين(ع) يدرك بنظره الثاقب، ورؤيته الواضحة للأمور، أبعاد ما ينطوي عليه خروجه إلى العراق، ما قد يحدق به من مكاره ومخاطر، وقد ذهب في ذلك إلى أقصاها. حيث قال: "خط الموت على آدم مخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف…" إلى أن يقول : "إلاّ فمن كان باذلاً فينا مهجته، موطّناً على لقاء الله نفسه فليرحل معنا، فإنني راحل محجاً إن شاء الله". وهذه دعوة صريحة إلى القوم للالتحاق بركبه بدل أن يقتصر بهم الأمر على دعوتهم له بالابتعاد عن ذلك، وهذا ما يعبر عمّا قاله الحسين(ع) لجهة أن من يرغب بالرحيل معه يجب أن يبذل فيه مهجته ويوظف نفسه على لقاء الله، وهذا ما لا يمكن أن يتحقق إلاّ في من باع دنياه بآخرته.
اختيار نهج العزة والكرامة
وكلما كان الإمام الحسين(ع) يقترب من اللحظات الحاسمة كان موقفه يزداد عزماً وصلابة وتأكيداً على المضي في حركته وتشديداً على منطلقاتها الرسالية. وهذا ما تمثل بقوله "ألا وإن الدعي ابن الدعي، قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات منّا الذلة، يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية، لا تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، ألا وإني قد أعذرت وأنذرت، وإني زاحف بهذه الأسرة مع قلة العدد، وكثرة العدو، وخذلان الناصر".
وبالفعل ترك الحسين(ع) مكة المكرمة، وانطلق مع صفوة أهل بيت النبوة، وحملة الرسالة، والتحق به عدد كبير من حجاج بيت الله الحرام، وبين هو في الطريق إلى الكوفة التقى ببعض الأعراب فسألهم عن أمر الناس، فقالوا:"لا ندري غير أنا لا نستطيع أن نلج ولا نخرج" ما يدل على أن الكوفة كانت تعيش أوضاعاً صعبة وأن حالة من الحصار قد ضربت حولها تمنع الوافدين من الدخول إليها، ومن في الداخل الخروج منها.
انقلاب الكوفة
وبقي الحسين(ع) يواصل مسيره حتى وصل إلى مكان يدعى "الثعلبية" وهناك وافته أخبار الكارثة المفجعة بمقتل مسلم، وهاني بن عروة، وعبد الله بن بقطر، وهنا خيّر الإمام الحسين(ع) من كان بصحبته بين الانصراف أو البقاء معه: "من أحب منكم الانصراف فلينصرف من غير حرج، ليس عليه مني زمام" فافترق عنه البعض، وبقي متابعاً سيره باتجاه الكوفة، ولكن السلطة الأموية كانت تراقب تحركاته فوضعت خطة لمنعه من الوصول إليها لما يترتب على ذلك من مخاطر على سياستها، ما قد يؤدي إلى إخراج العراق عن دائرة سيطرتها ومن ثم الإطاحة بها نهائياَ في مرحلة لاحقة، لأن أهالي الكوفة كانوا يختزنون في قلوبهم حب الحسين(ع)، وهذا ما تجلى بشكل واضح بقول الفرزدق عندما سأله الحسين(ع) عن حال أهلها" فقال: قلوبهم معك وسيوفهم عليك". فأرسل ابن زياد الحر على رأس قوة لمنعه من الوصول إليها، وقد دارت بين الحسين(ع) والحر مكالمات عديدة ذكّر فيها الحر بالكتب التي أرسلها أهل الكوفة إليه، وأنه إنما جاء بناء على دعوتهم له، بعد أن أعطوه العهود والمواثيق، وذكّرهم بما ارتكبوه بحق والده علي(ع) وأخيه الحسن(ع) وابن عمه مسلم بن عقيل، واعتبر أن من ينكث بعهده للحسين إنما ينكث بعهده لنفسه، ولم تقتصر مهمة الحر على منع الحسين(ع) من الوصول إلى الكوفة بل كان يعمل على دفعه إلى ابن زياد، وهذا ما ترجمه الحر بقوله: "لا أفارقك حتى أقدمك الكوفة على ابن زياد". وبقي الحر مصمماً على مضايقة الحسين (ع) حتى انتهى به الأمر به أخيراً إلى كربلاء ليواجه بجمعه القليل من صحبه وأهل بيته جيشاً أموياً كثيفاً يتراوح عدده ما بين أربعة آلاف وثلاثين ألفاً كما تشير الروايات إلى ذلك.
كشف مزاعم السلطة
ومن المفيد الإشارة إلى أن الإمام الحسين(ع) قد ذكر أيضاً جمع الحر من الكوفيين وأصحابه بمثالب السلطة الأموية وما اقترفته من جرائم، داعياً الحر وجماعته للالتحاق بركبه، والثورة على الحكم الأموي وذلك تطبيقاً لنداء رسول الله الذي قال كما جاء على لسان الحسين(ع):"أيها الناس إن رسول الله(ص) قال: من رأي سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير ما عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله.
ألا إن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرام الله، وحرمّوا حلاله، وأنا أحق من غيّر".
وفي كربلاء حيث حط الإمام الحسين(ع) رحاله، اتخذت الحرب بين الفريقين أشكالاً متعددة، لجا فيها الأمويون إلى ما يسمى بأسلوب"الحصار" وهدم المعنويات ظهرت فيه الأحقاد التاريخية والدفينة وجاءت ترجمة ذلك في أوامر ابن زياد لعمر بن سعد:"أن امنع الحسين من شرب الماء فلا يذوقوا منه حسوة كما فعلوا بالتقي عثمان" في دلالة واضحة على مضايقة الحسين(ع) وإجباره على الاستسلام لابن زياد ويزيد، ثم الاقتصاص منه من خلال تحميله وأهل بيته مسؤولية ما آل إليه أمر عثمان، ولكن بالرغم من الإجراءات التي اتخذها الأمويون لإيقاع الوهن بالحسين وأصحابه، فإنهم لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم، لأن الحسين(ع) وأصحابه كانوا يتمتعون بروح معنوية عالية مكنتهم من الصمود في وجه كافة أشكال الضغط والحصار التي مورست ضده.
التفاني في سبيل الرسالة
ومرة أخرى تبرز مأثرة الحسين(ع) وتفانيه من أجل الرسالة، وأنه يتحمل مسؤولية تحركه وحيداً دون إلقاء تبعاتها على أي من أصحابه، فخير أصحابه بين البقاء معه والانطلاق في كنف الليل إلى حيث شاؤوا لأن القوم لا يريدون غيره، وهذا ما ردده(ع) على مسامع أصحابه في ليلة العاشر من المحرم حيث كانت اللحظات الحاسمة تتقادم، والمعركة تشرف على نهايتها، في وقت كانت السلطة الأموية تستنفذ كل ما لديها من وسائل للإجهاز على الحسين(ع) وحركته، حيث قال:":إني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حلٍ ليس عليكم مني زمام، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً وليأخذ كل رجل منكم رجلاً من أهل بيتي، فجزاكم الله خيراً وتفرقوا في سواركم ومدائنكم، فإن القوم إنما يطلبونني ولو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري".
أما جنود المعسكر الآخر، فقد خاطبهم غداة يوم عاشوراء بالعودة إلى رشدهم والتفكر في أمور الآخرة والتزويد بالتقوى بدل الانكباب على الدنيا، وذكرهم بسنن الماضين وما آلت إليه أمورهم، "عباد الله، اتقوا الله، وكونوا من الدنيا على حذر، فإن الدنيا لو بقيت لأحد أو بقي عليها أحد، كانت الأنبياء أحق بالبقاء، غير أن الله خلق الدنيا للبلاء وخلق أهلها للفناء، فجديدها بال ونعيمها مضمحل وسرورها مكفهر، والمنزل بلغة والدار قلعة، فتزودوا فإن خير الزاد التقوى، فاتقوا الله لعلكم تفلحون".
وهو في ذلك ينطلق من أسس إيمانية راسخة ويتحرك في نهضته لنيل مرضاة الله في الدار الدنيا والآخرة، ويرفض أن يعيش ذليلاً في هذه الدنيا، بل وهو الساعي لتحقيق العدل وإنصاف الناس، وإقامة بنيان الدولة الإسلامية على أساس الرسالة حيث قال "لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرار العبيد، يا عباد الله إني عذت بربي وربكم أن ترجمون، أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب".وكان من أقواله :"لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برماً".
وقد عبر الحسين(ع) عن استيائه من ممارسات أمته وما آلت إليها أوضاعها، وهي تخوض حرباً لا هوادة فيها ضد معالم الدين، والتآمر على حركة الإصلاح التي يقودها، فكانت فعلتها أشد إيلاماً مما حصل للأمم السابقة وهذا ما جسده بقوله: "اشتد غضب الله على اليهود إذ جعلوا له ولداً، واشتد غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة، واشتد غضبه على المجوس، إذ عبدوا الشمس والقمر دونه، واشتد غضبه على قوم اتفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيهم، أما والله لا أجيبهم إلى شيء مما يريدون حتى ألقى الله وأنا مخضب بدمي".
وبالفعل لقي الإمام الحسين(ع) الله سبحانه وتعالى مخضباَ بدمه، وهو الذي لم يهن أمام الشدائد بالرغم من كل الذي حصل له ولأهل بيته، وهذا ما أدلى به أحد الشهود العيان عندما قال:"والله ما رأيت مكسوراً قط، قد قتل أهل بيته وولده وأصحابه أربط جأشاً منه".
وهكذا يبدو جلياً أن كربلاء تجسد جلياً مرحلة مهمة من مراحل التاريخ الإسلامي، تجلت في الصراع بين منهجين: الأول يتمثل في السلطة الأموية الحاكمة التي حاولت إعادة إحياء المفاهيم القبلية، وإنتاج مفاهيم سلطوية جديدة تقوم على الإخضاع والإكراه (التوريث)، في حين أن المنهج الثاني كان يتمثل في حركة المعارضة "الإمام الحسين(ع)" التي قامت من أجل اٌلإصلاح وإعادة اللحمة إلى بنيان الأمة على قاعدة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وبعبارة أخرى يمكننا القول إن كربلاء أعادت إنتاج وتأصيل مفاهيم الإسلام من خلال بث روح الوعي، وكشف الالتباسات التي كانت تلف الأمة، ما جعلها قضية متجددة تنطلق من أعماق التاريخ لتفتح الآفاق إلى الحاضر والمستقبل.
كما أنها كشفت من جانب آخر عن مكامن الخلل في بنية السلطة ونمطية أدائها وآليات اشتغالها، ما يعبر عن معضلة حقيقية أحدثت الفرقة والانقسام في صفوف الأمة، والتي لا زالت تداعياتها تعشعش في واقعنا حتى اليوم وربما إلى المستقبل، إن لم نتخذ الحسين(ع) نموذجاً وقدوة للسير على نهجه، فنبذل التضحيات لانتزاع الحرية ، ولتحقيق الوحدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كربلاء إحياء لمنطلقات الرسالة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كربلاء في التاريخ مسيرة الإمام الحسين(ع).. موقعة كربلاء
» فضل إحياء ليلة عاشوراء بالعبادة
» كربلاء... نصّ خالد
» وصول الإمام الحسين(ع) إلى كربلاء (61هـ
» ألقاب بطلة كربلاء زينب عليها السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الجوادين (ع) :: الواحه الاسلاميه :: منتدى أهل البيت(ع)-
انتقل الى: