منتدى الجوادين (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزائر العزيز لقد انتقل المنتدى الى الرابط التالي
www.aljwaden.com

ننتظر زيارتكم واهلا بكم

ادارة المنتدى
منتدى الجوادين (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزائر العزيز لقد انتقل المنتدى الى الرابط التالي
www.aljwaden.com

ننتظر زيارتكم واهلا بكم

ادارة المنتدى
منتدى الجوادين (ع)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الجوادين (ع)

ديني,علمي,اجتماعي,ترفيهي
 
الرئيسيةالرئيسية  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  أحدث الصورأحدث الصور  

اهلا بكم في موقعنا الجديد لمنتدى الجوادين( ع )على الرابط  http://aljwaden.com

المواضيع الأخيرة
» أ شهر كتب التفسير للقرآن الكريم
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الأحد 21 فبراير 2010 - 14:00 من طرف reme

» حديث اليوم
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الخميس 18 فبراير 2010 - 11:42 من طرف د.ثناء

» أم البنين - ما تخيب دعاك حملة المليون صلاة على محمد وأل محمد
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الأحد 14 فبراير 2010 - 20:37 من طرف د.ثناء

» زيارة آل ياسين
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الجمعة 12 فبراير 2010 - 17:20 من طرف زاد الخير

» دعاء الإمام السجاد (ع)عند ختم القرآن
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الجمعة 12 فبراير 2010 - 17:09 من طرف زاد الخير

» فلا اقسم بالشفق
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الجمعة 12 فبراير 2010 - 16:46 من طرف زاد الخير

» احكام الترتيل - حكم اللامات السواكن
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الجمعة 12 فبراير 2010 - 16:40 من طرف زاد الخير

» القاسم بن الإمام الكاظم ( عليه السلام )
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الجمعة 12 فبراير 2010 - 16:20 من طرف زاد الخير

» قرآن يتلى 24ساعة
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الجمعة 12 فبراير 2010 - 1:37 من طرف reme

» شهرين متتابعين
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الخميس 11 فبراير 2010 - 14:08 من طرف د.ثناء

» من مواعظ الإمام الصادق ( عليه السلام )
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الخميس 11 فبراير 2010 - 7:17 من طرف زاد الخير

» جميل الذكر
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الثلاثاء 9 فبراير 2010 - 19:56 من طرف د.ثناء

» حلم مزعج - اقرأ
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الثلاثاء 9 فبراير 2010 - 19:55 من طرف سموالحسن3

» سورة الفاتحة
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الثلاثاء 9 فبراير 2010 - 19:36 من طرف د.ثناء

» اية الكرسي
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الثلاثاء 9 فبراير 2010 - 19:31 من طرف د.ثناء

» لقضاء الحوائج
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الثلاثاء 9 فبراير 2010 - 18:35 من طرف reme

» كيف نخرج من جاذبية الهوى المعبود ENG and ARABIC
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الثلاثاء 9 فبراير 2010 - 0:44 من طرف بنت الزهراء(ع)

» متى نصر الله
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الإثنين 8 فبراير 2010 - 7:10 من طرف زاد الخير

» رسالة إلى قلبي ...
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الأحد 7 فبراير 2010 - 23:33 من طرف آخر العنقود سكر معقود

» عبارات بسم الله الرحمن الرحيم مزخرفة
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الأحد 7 فبراير 2010 - 23:01 من طرف آخر العنقود سكر معقود

» ثواب قراءة القران
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الأحد 7 فبراير 2010 - 17:16 من طرف د.ثناء

» فضل سورة يس
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الجمعة 5 فبراير 2010 - 3:13 من طرف سموالحسن3

» مشهد المشرّفة
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الثلاثاء 2 فبراير 2010 - 12:18 من طرف سموالحسن3

» فضل سورة الاحزاب
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الثلاثاء 2 فبراير 2010 - 12:01 من طرف سموالحسن3

» زيارة عاشوراء
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الثلاثاء 2 فبراير 2010 - 11:45 من طرف سموالحسن3

» فضل سورة السجدة
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الثلاثاء 2 فبراير 2010 - 8:11 من طرف بنت الزهراء(ع)

» هل رأيت الجنة ؟؟
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الأحد 31 يناير 2010 - 17:24 من طرف سموالحسن3

» سورة لقمان
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الأحد 31 يناير 2010 - 16:44 من طرف سموالحسن3

» التجويد المصور
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الجمعة 29 يناير 2010 - 21:22 من طرف زاد الخير

» سورة القصص
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الخميس 28 يناير 2010 - 11:27 من طرف سموالحسن3

» الإيمان بالملائكة
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الخميس 28 يناير 2010 - 1:36 من طرف رملة

» مواعظ للإمام العسكري عليه السلام
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الأربعاء 27 يناير 2010 - 22:32 من طرف زاد الخير

» هل تعلم أن الإمام المهدي...
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الإثنين 25 يناير 2010 - 23:00 من طرف سموالحسن3

» فضل تراب زوار الحسين ع
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الإثنين 25 يناير 2010 - 2:40 من طرف سموالحسن3

» سورة الفرقان
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الإثنين 25 يناير 2010 - 2:24 من طرف سموالحسن3

» أسماء الله تعالى مع التفسيرا
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الأحد 24 يناير 2010 - 22:27 من طرف زاد الخير

» من أحكام التلاوة
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الأحد 24 يناير 2010 - 22:12 من طرف زاد الخير

» {{ نظرات في آيات }} .
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الأحد 24 يناير 2010 - 22:03 من طرف زاد الخير

» لماذا ندعوا الله فلايستجيب لنا ياأمير المؤمنين
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الأحد 24 يناير 2010 - 19:53 من طرف Ali

» الإمام الحسن بن علي المجتبى (ع)
تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1السبت 23 يناير 2010 - 10:16 من طرف reme

يمنع النسخ هنا

 

 تفسير سورة البقره (10 - 19 )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت الزهراء(ع)
مشرف
مشرف
بنت الزهراء(ع)



تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة البقره (10 - 19 )   تفسير سورة البقره (10 - 19 ) Icon_minitime1الإثنين 12 أكتوبر 2009 - 4:14

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى اله الطاهرين
نتابع بحث الجبر والتفويض ولكن من الوجهه الفلسفيه
للايات 26-27

بحث فلسفي

لا ريب أن الأمور التي نسميها أنواعا في الخارج هي التي تفعل الأفاعيل النوعية، و هي موضوعاتها، فإنا إنما أثبتنا وجود هذه الأنواع و نوعيتها الممتازة عن غيرها من طريق الآثار و الأفاعيل، بأن شاهدنا من طرق الحواس أفاعيل متنوعة و آثارا مختلفة من غير أن تنال الحواس في إحساسها أمرا وراء الآثار العرضية، ثم أثبتنا من طريق القياس و البرهان علة فاعلة لها و موضوعا يقومها ثم حكمنا باختلاف هذه الموضوعات أعني الأنواع لاختلاف الآثار و الأفاعيل المشهودة لنا، فالاختلاف المشهود في آثار الإنسان و سائر الأنواع الحيوانية مثلا هو الموجب للحكم بأن هناك أنواعا مختلفة تسمى بكذا و كذا و لها آثار و أفاعيل كذا و كذا، و كذا الاختلافات بين الأعراض و الأفاعيل إنما نثبتها و نحكم بها من ناحية موضوعاتها أو خواصها.

و كيف كان فالأفاعيل بالنسبة إلى موضوعاتها تنقسم بانقسام أولي إلى قسمين: الأول: الفعل الصادر عن الطبيعة من غير دخل للعلم في صدوره كأفعال النشوء و النمو و التغذي للنبات و الحركات للأجسام، و من هذا القبيل الصحة و المرض و أمثال ذلك فإنها و إن كانت معلومة لنا و قائمة بنا إلا أن تعلق العلم بها لا يؤثر في وجودها و صدورها شيئا و إنما هي مستندة تمام الاستناد إلى فاعلها الطبيعي، و الثاني: الفعل الصادر عن الفاعل من حيث إنه معلوم تعلق به العلم كما في الأفعال الإرادية للإنسان و سائر ذوات الشعور من الحيوان، فهذا القسم من الفعل إنما يفعله فاعله من حيث تعلق العلم به و تشخيصه و تمييزه، فالعلم فيه إنما يفيد تعيينه و تمييزه من غيره و هذا التمييز و التعيين إنما يتحقق من جهة انطباق مفهوم يكون كمالا للفاعل انطباقا بواسطة العلم، فإن الفاعل أي فاعل كان إنما يفعل من الفعل ما يكون مقتضى كماله و تمام وجوده فالفعل الصادر عن العلم إنما يحتاج إلى العلم من جهة أن يتميز عند الفاعل ما هو كمال له عن ما ليس بكمال له.

و من هنا ما نرى أن الأفعال الصادرة عن الملكات كصدور أصوات الحروف منظمة عن الإنسان المتكلم، و كذا الأفعال الصادرة عنها مع اقتضاء ما و مداخلة من الطبيعة كصدور التنفس عن الإنسان، و كذا الأفعال الصادرة عن الإنسان بغلبة الحزن أو الخوف أو غير ذلك كل ذلك لا يحتاج إلى ترو من الفاعل، إذ ليس هناك إلا صورة علمية واحدة منطبقة على الفعل و الفاعل لا حالة منتظرة لفعله، فيفعل البتة، و أما الأفعال التي لها صور علمية متعددة تكون هي من جهة بعضها مصداق كمال الإنسان حقيقة أو تخيلا، و من جهة بعضها غير مصداق لكماله الحقيقي أو التخيلي كما أن الخبز بالنسبة إلى زيد الجائع كذلك فإنه مشبع رافع لجوعه و يمكن أن يكون مال الغير و يمكن أن يكون مسموما و يمكن أن يكون قذرا يتنفر عنه الطبع، و هكذا و الإنسان إنما يتروى فيما يتروى لترجيح أحد هذه العناوين في انطباقه على الخبز مثلا، فإذا تعين أحد العناوين و سقطت بقيتها و صار مصداقا لكمال الفاعل لم يلبث الفاعل في فعله أصلا، و القسم الأول: نسميه فعلا اضطراريا كالتأثيرات الطبيعية.


و القسم الثاني: نسميه فعلا إراديا كالمشي و التكلم.

و الفعل الإرادي: الصادر عن علم و إرادة ينقسم ثانيا إلى قسمين: فإن ترجيح أحد جانبي الفعل و الترك إما مستند إلى نفس الفاعل من غير أن يتأثر عن آخر كالجائع الذي يتروى في أكل خبز موجود عنده حتى رجح أن يبقيه و لا يأكله لأنه كان مال الغير من غير إذن منه في التصرف فانتخب الحفظ و اختاره أو رجح الأكل فأكله اختيارا، و إما أن يكون الترجيح و التعيين مستندا إلى تأثير الغير كمن يجبره جبار على فعل بتهديده بقتل أو نحوه ففعله إجبارا من غير أن يكون متعينا بانتخابه و اختياره و القسم الأول.

يسمى فعلا اختياريا، و الثاني فعلا إجباريا هذا، و أنت تجد بجودة التأمل أن الفعل الإجباري و إن أسندناه إلى إجبار المجبر و أنه هو الذي يجعل أحد الطرفين محالا و ممتنعا بواسطة الإجبار فلا يبقى للفاعل إلا طرف واحد، لكن الفعل الإجباري أيضا كالاختياري لا يقع إلا بعد ترجيح الفاعل المجبور جانب الفعل على الترك و إن كان الذي يجبره هو المتسبب إلى الفعل بوجه، لكن الفعل ما لم يترجح بنظر الفاعل و إن كان نظره مستندا بوجه إلى إجبار المجبر و تهديده لم يقع، و الوجدان الصحيح شاهد على ذلك، و من هنا يظهر أن تقسيم الأفعال الإرادية إلى اختيارية و جبرية ليس تقسيما حقيقيا ينوع المقسم إلى نوعين مختلفين بحسب الذات و الآثار، فإن الفعل الإرادي إنما يحتاج إلى تعيين و ترجيح علمي يعين للفاعل مجرى فعله، و هو في الفعل الاختياري و الجبري على حد سواء، و أما أن ترجيح الفاعل في أحدهما مستند إلى رسله و في آخر إلى آخر فلا يوجب اختلافا نوعيا يؤدي إلى اختلاف الآثار.

أ لا ترى أن المستظل تحت حائط إذا شاهد أن الحائط يريد أن ينقض، فخرج خائفا عد فعله هذا اختياريا؟ و أما إذا هدده جبار بأنه لو لم يقم لهدم الحائط عليه، فخرج خائفا عد فعله هذا إجباريا من غير فرق بين الفعلين و الترجيحين أصلا غير أن أحد الترجيحين مستند إلى إرادة الجبار.

فإن قلت: كفى فرقا بين الفعلين أن الفعل الاختياري يوافق في صدوره مصلحة عند الفاعل و هو فعل يترتب عليه المدح و الذم و يتبعه الثواب و العقاب إلى غير ذلك من الآثار، و هذا بخلاف الفعل الإجباري فإنه لا يترتب عليه شيء من ذلك.

قلت: الأمر على ما ذكر، غير أن هذه الآثار إنما هي بحسب اعتبار العقلاء على ما يوافق الكمال الأخير الاجتماعي، فهي آثار اعتبارية غير حقيقية، فليس البحث عن الجبر و الاختيار بحثا فلسفيا لأن البحث الفلسفي إنما ينال الموجودات الخارجية و آثارها العينية، و أما الأمور المنتهية إلى أنحاء الاعتبارات العقلائية، فلا ينالها بحث فلسفي و لا يشملها برهان البتة، و إن كانت معتبرة في بابها، مؤثرة أثرها، فالواجب أن نرد البحث المزبور من طريق آخر، فنقول: لا شك أن كل ممكن حادث مفتقر إلى علة، و الحكم ثابت من طريق البرهان، و لا شك أيضا أن الشيء ما لم يجب لم يوجد إذ الشيء ما لم يتعين طرف وجوده بمعين كان نسبته إلى الوجود و العدم بالسوية، و لو وجد الشيء و هو كذلك لم يكن مفتقرا إلى علة و هذا خلف، فإذا فرض وجود الشيء كان متصفا بالضرورة ما دام موجودا، و هذه الضرورة إنما اكتسبها من ناحية العلة، فإذا أخذنا دار الوجود بأجمعها كانت كسلسلة مؤلفة من حلقات مترتبة متوالية كلها واجبة الوجود، و لا موقع لأمر ممكن الوجود في هذه السلسلة.

ثم نقول: هذه النسبة الوجوبية إنما تنشأ عن نسبة المعلول إلى علتها التامة البسيطة أو المركبة من أمور كثيرة كالعلل الأربع و الشرائط و المعدات و أما إذا نسب المعلول المذكور إلى بعض أجزاء العلة أو إلى شيء آخر لو فرض كانت النسبة نسبة الإمكان بالضرورة، بداهة أنه لو كانت بالضرورة كانت العلة التامة وجودها مستغنى عنه و هي علة تامة هذا خلف، ففي عالمنا الطبيعي نظامان: نظام الضرورة و نظام الإمكان، فنظام الضرورة منبسط على العلل التامة و معلولاتها و لا يوجد بين أجزاء هذا النظام أمر إمكاني البتة لا ذات و لا فعل ذات، و نظام الإمكان منبسط على المادة و الصور التي في قوة المادة التلبس بها و الآثار التي يمكنها أن تقبلها، فإذا فرضت فعلا من أفعال الإنسان الاختيارية و نسبتها إلى تمام علتها، و هي الإنسان و العلم و الإرادة و وجود المادة القابلة و تحقق الشرائط المكانية و الزمانية و ارتفاع الموانع، و بالجملة كل ما يحتاج إليه الفعل في وجوده كان الفعل واجبا ضروريا، و إذا نسب إلى الإنسان فقط، و من المعلوم أنه جزء من أجزاء العلة التامة كانت النسبة بالإمكان.

ثم نقول: سبب الاحتياج و الفقر إلى العلة كما بين في محلة كون الوجود و هو مناط الجعل وجودا إمكانيا، أي رابطا بحسب الحقيقة غير مستقل بنفسه، فما لم ينته سلسلة الربط إلى مستقل بالذات لم ينقطع سلسلة الفقر و الفاقة.

و من هنا يستنتج أولا: أن المعلول لا ينقطع بواسطة استناده إلى علته عن الاحتياج إلى العلة الواجبة التي إليها تنتهي سلسلة الإمكان.

و ثانيا: أن هذا الاحتياج حيث كان من حيث الوجود كان الاحتياج في الوجود مع حفظ جميع خصوصياته الوجودية و ارتباطاته بعلله و شرائطه الزمانية و المكانية إلى غير ذلك.

فقد تبين بهذا أمران: الأول: أن الإنسان كما أنه مستند الوجود إلى الإرادة الإلهية على حد سائر الذوات الطبيعية و أفعالها الطبيعية فكذلك أفعال الإنسان مستندة الوجود إلى الإرادة الإلهية، فما ذكره المعتزلة من كون الأفعال الإنسانية غير مرتبطة الوجود بالله سبحانه و إنكار القدر ساقط من أصله، و هذا الاستناد حيث إنه استناد وجودي فالخصوصيات الوجودية الموجودة في المعلول دخيلة فيه، فكل معلول مستند إلى علته بحده الوجودي الذي له، فكما أن الفرد من الإنسان إنما يستند إلى العلة الأولى بجميع حدوده الوجودية من أب و أم و زمان و مكان و شكل و كم و كيف و عوامل أخر مادية، فكذلك فعل الإنسان إنما يستند إلى العلة الأولى مأخوذا بجميع خصوصياته الوجودية، فهذا الفعل إذا انتسب إلى العلة الأولى و الإرادة الواجبة مثلا لا يخرجه ذلك عما هو عليه و لا يوجب بطلان الإرادة الإنسانية مثلا في التأثير، فإن الإرادة الواجبية إنما تعلقت بالفعل الصادر من الإنسان عن إرادة و اختيار، فلو كان هذا الفعل حين التحقق غير إرادي و غير اختياري لزم تخلف إرادته تعالى عن مراده و هو محال، فما ذهب إليه المجبرة من الأشاعرة من أن تعلق الإرادة الإلهية بالأفعال الإرادية يوجب بطلان تأثير الإرادة و الاختيار فاسد جدا، فالحق الحقيق بالتصديق أن الأفعال الإنسانية لها نسبة إلى الفاعل و نسبة إلى الواجب و إحدى النسبتين لا توجب بطلان الأخرى لكونهما طوليتين لا عرضيتين.

الثاني: أن الأفعال كما أن لها استنادا إلى عللها التامة و قد عرفت أن هذه النسبة ضرورية وجوبية كسائر الموجودات المنسوبة إلى عللها التامة بالوجوب كذلك لها استنادا إلى بعض أجزاء عللها التامة كالإنسان مثلا، و قد عرفت أن هذه النسبة بالإمكان فكون فعل من الأفعال ضروري الوجود بملاحظة علته التامة الضرورية لا يوجب عدم كون هذا الفعل ممكنا بنظر آخر، إذ النسبتان ثابتتان و هما غير متنافيتين كما مر فما ذكره جمع من الماديين من فلاسفة العصر الحاضر من شمول الجبر لنظام الطبيعة و إنكار الاختيار باطل جدا بل الحق أن الحوادث بالنسبة إلى عللها التامة واجبة الوجود بالنسبة إلى موادها و أجزاء عللها ممكنة الوجود، و هذا هو الملاك في أعمال الإنسان و أفعاله فبناؤه في جميع مواقف عمله على أساس الرجاء و التربية و التعليم و نحو ذلك، و لا معنى لابتناء الواجبات و الضروريات على التربية و التعليم، و لا الركون إلى الرجاء فيها و هو ظاهر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة البقره (10 - 19 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تفسير سورة البقره (10 - 6 )
» تفسير سورة البقره (10 - 7 )
» تفسير سورة البقره (10 - 8 )
» تفسير سورة البقره (10 - 18 )
» تفسير سورة البقره (10 - 16 )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الجوادين (ع) :: الواحه الاسلاميه :: منتدى تفسيرالقران الكريم-
انتقل الى: